منتديات القلعة الحمراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

تاريخ القدس

اذهب الى الأسفل

تاريخ القدس Empty تاريخ القدس

مُساهمة من طرف مرسال الحب الأحد فبراير 17, 2008 12:30 am

لمدينة القدس رمزية خاصة في النضال الفلسطيني التحرري، فهي اولى القبلتين وثاني المسجدين، ومنها عرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلا ليلة الإسراء والمعراج، مما جعل منها علامة روحية كبرى للإنسانية عامة، وللمسلمين على وجه الخصوص. وقد ظل الكفاح التحرري الفلسطيني والعربي، يستلهم هذه العلامة في مشروعه النظري والعملي.

وكتاب الدكتور عصام موسى قنيبي ـ المدينة المسحورة ـ دراسة موجزة في تاريخ مدينة القدس خلال خمسة آلاف عام الصادرة عن دار الطليعة الجديدة بسوريا، يكشف عن المحتوي الروحي والثقافي والتاريخي لهذه العلامة، من خلال خمسة فصول: الأول فلسطين تاريخ وحضارة، والثاني: القدس خلال الألفية الثانية قبل الميلاد، والثالث: القدس خلال الألفية الأولى قبل الميلاد، والرابع: القدس خلال الألفية الأولى للميلاد، والخامس: القدس خلال الألفية الثانية للميلاد.

مدينة عربية قديمة
في مقدمته للكتاب يقول الكاتب: مدينة القدس أو بيت المقدس، مدينة عربية قديمة، أسسها العرب الكنعانيون قبل حوالي خمسة آلاف سنة، ولمدينة القدس العديد من الأسماء التي عرفت بها، ويرجع بعضها إلى الأصول العربية للمدينة، ومن أشهرها اسم «اوروسالم» ويعني في اللغة الكنعانية القديمة «أسسها أو أنشأها سالم» وأيضا اسم «يبوس» نسبة إلى الزعيم العربي يبوس بن كنعان شيخ القبيلة اليبوسية، التي كانت أول من استوطن المكان الذي عرف، فيما بعد، باسم مدينة القدس،، إضافة إلى اسم «القدس» الذي عرفت به المدينة منذ فجر تاريخها، ويعني البركة والطهارة.
وللقدس أيضا أسماء أخرى تتعلق بالاحتلال الأجنبي، مثل اسم مدينة داؤود، واسم ايليا كابيتولونيا، الذي أطلقه عليها الإمبراطور ايليوس هاردبناوس بعد احتلاله للمدينة عام 135 لإخماد ثورة اليهودي «سيمون باركوخيا».

القيمة الروحية
وحول القيمة الروحية للمدينة يقول الكاتب: مدينة القدس، مدينة مقدسة منذ أقدم عصورها، فقد أقام سكانها العديد من أماكن الصلاة والعبادة بها، وكان سكان مدينة القدس، بقيادة الملك العربي الكنعاني «ملكي صادق» يؤمنون بعقيدة التوحيد وعبادة الله الواحد الأحد، التي جاء بها جميع الرسل والأنبياء عليهم السلام.

والقدس هي المدينة الوحيد في العالم التي تحظى بالقداسة لدى جميع الديانات السماوية الثلاث، فاليهود يقدسونها لأنها حسب زعمهم، مقر إقامة ربهم الخاص «يهوه» ومنها يبعث مسيحهم الذي طال انتظاره، ويزعمون أيضا أن سليمان عليه السلام أقام هيكله المزعوم فيها، والمسيحيون أيضا يقدسون مدينة القدس لأنها هي مهد رسالة نبي الله عيسى ابن مريم عليه السلام، وفيها تآمر اليهود مع السلطات الرومانية ضده، وجرت الأحداث المأساوية التي انتهت بالقبض على السيد المسيح عليه السلام والزج به في السجن ثم محاكمة صورته.

ويرى الكاتب أن المكانة الدينية للقدس، ووقوعها في قلب العالم تقريبا، عند مداخل قارات العالم القديم الثلاث، بالإضافة إلى إشرافها على الطرق التجارية والعسكرية الرئيسية التي تربط بلاد الشام ووادي الرافدين بالأراضي المصرية، جعلها عرضة للاحتلال من قبل الهكسوس والفراعنة والحوريين واليهود، ثم احتلها الفراعنة مرة أخرى والآراميون والآشوريون والبابليون ثم الفرس واليونانيون والرومان، وفي القرن الميلادي السابع، استطاع الفاتحون العرب المسلمون تحرير القدس وفلسطين بأسرها.

ويمضي الكاتب في رصده لتواريخ الاحتلال والتحرر حتى الاحتلال الاستيطاني الصهيوني، على خلفية وعد بلفور، وتحت مظلة الاحتلال البريطاني لفلسطين.
ويستند الكاتب في الفصل الأول على الأحافير الآثارية ليؤرخ للفلسطينيين الأوائل في العصور القديمة، وللكنعانيين العرب الذين هم أول سكان عرفهم التاريخ المكتوب لفلسطين ولغاتهم وآثارهم الاجتماعية ولغتهم، ويفند المزاعم التي تنسب الفلسطينيين إلى أوروبا، ويعرض بالشرح والتحليل أسماء مدينة القدس.

ثم يستعرض الكاتب حالة القدس تحت حكم الهكسوس الذين وصف استعمارهم لها بأنه كان من النوع الاستيطاني الإحلالي، وتحت حكم الفراعنة الذي امتد لحوالي اربعة قرون، وتحت حكم الحوريين الذين يصفهم بأنهم شعب مجهول الأصل، يعتقد أنهم من الجنس الآري «الهندو ـ أوروبي» حتى تمكن الحثيون من القضاء على مملكة ميتاني الحرية، واحتلال بلاد الشام، وصولا إلى الحكم اليهودي للقدس.

اليهود والحق المزعوم
وفي ختام الكتاب يدرس الكاتب ما أسماه بالاعتبارات القومية حول الحق في فلسطين، التي أجملها في أن اليهود لا يملكون أي أسانيد تاريخية أو دينية، تخولهم امتلاك فلسطين ومدينة القدس سواء في الزمن الغابر أو في التاريخ الحديث، وأن قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية وأخرى يهودية الصادر عن الجمعية العامة للامم المتحدة في 29 سبتمبر 1947، يعتبر من الناحية القانونية مجرد توصية، وليس ملزما لجميع الأطراف، ليخلص إلى أن المشروع الصهيوني، هو مشروع استعماري عنصري، تقف وراءه الولايات المتحدة الأميركية هدفه مسح الهوية التاريخية والثقافية والحضارية للعرب، وأن مشروع الشرق أوسطية يريد أن يلغي عشرة آلاف سنة من التاريخ هي عمر التاريخ العربي الفلسطيني، ويفرض على العالم كله تاريخا مزورا يظهر فيه الصهاينة المغتصبون وكأنهم الأصل في فلسطين، ويظهر العرب أصحاب التاريخ والحضارة الرائدة، وكأنهم الغرباء العابرون في هذا التاريخ.

ويخلص الكاتب الى ان الغالبية العظمى من الشعب العربي، ليست على استعداد لتقبل مشروع الشرق أوسطية، خاصة بعد انتفاضة الشعب العربي الفلسطيني الثانية في سبتمبر عام 2000، بسبب انتهاك الإرهابي الصهيوني آرييل شارون وجنوده لحرمة المسجد الأقصى المبارك بالقدس، وما تبعها من عمليات إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لنهر الأردن، من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وقطعان المسـتوطنين اليهود.

مرسال الحب
عقيد
عقيد

عدد الرسائل : 59
تاريخ التسجيل : 07/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى