كنت طفلا
صفحة 1 من اصل 1
كنت طفلا
على الطائرات الورقية تحلق روح فارس وبامهارة فائقة يصنع طائرة لشقيقه المقعد وببراعة منقطعة النظير يتقن اختيار الحجر ويعلم جيدا ان منظر طفل فلسطيني سيهز العالم يوما ما بحجره ومقلاعه فيتفنن بممارسة لعبة الموت ليأبى الا انتقاء الافضل بقامة قصيرة وقبضة دقيقة امسك حجرا صوبه نحو دبابة صهيونية وبقيت تلك الصورة مرتبطة بأذهان أطفالنا يكبرون وتكبر الاسطورة في نفوسهم البريئة انشودة حب ترنم بها فارس عودة ولكل منا نصيبه من اسمه فكان ذلك الفتى قربانا لوطنه انسلت روحه عروسا وانسابة مع انهار فلسطين وبحر غزة ونهر يافا وحلقت في ذرى جبل النار وكانت نوتة موسيقية تنطلق من حواصل الطيور لتبعث الحب وشاحا يضمد فلسطيننا ويهدهد والده ووالدته وشقيقه يحث الام كي تلهج بدعاء وتكلله بالرضى فيقول كأنه الرعد في القوة وكغدير الما ءفي الرقة
سامحني ياوالدي........... سامحيني ياأمي.............. لم أكن استطع التقوقع غرفتي......
أبت روحي الا الانطلاق فلا قيد ياأبوي أعظم من قيود الاحتلال سامحيني ياأمي .......سامحيني.................
تبتسم الام وكأنها قد سمعت همس الملائكة ....... وتداعب بيدها التي رسمت عليها خرائط الوطن وخرائط الحزن شعيرات ولدها وفلذة كبدها وتطلق لمخيلتها العنان.......................
منعه والده من مغادرة البيت حتى للمدرسة فهو لا ينصاع لاوامر الاباء والامهات وكرهها والده اكثر من مرة : لا تثر الدوريات الصهيوينية في الشوارع.
يقولها الاب وهو يعرف ولده حق المعرفة انه لن ينفذ ابدا اوامره.
بعد ايام كان صورته في المحطات الاعلامية فتى لايتجاوز الاحد عشر ربيعا ويمسك بيده حجرا ويوجهه بجرأة عجز عنها الكبار نحو دبابة اسرائيلية ، غضب والده...........كان هذا الشعور ظاهريا لكنه في اغوال نفسيته ونفسية كل فلسطيني غيور كان فخورا بابنه لكن الخوف سيطر عليه فقال لفارس :
_لن تغادر غرفتك ولن تذهب الى المدرسة.....................
نظر فارس نحو والده وهو موقن ان ما هذا الا خوف عليه ليقول :حسن يا ابي فلا سجن اكبر من سجننا.
سعق الوالد بكلمات ابنه وحدث نفسه: هل علمتهم سنين عمرهم الغضة هذا الكلام؟؟؟!
لا اعرف والله ................!!!
وفي غرفته الصغيرة قبع لم يستطع فارسنا تحمل الفكرة واخذ يفكر ماذا لو قفزت من النافذة ؟
والتمعت عيناه وقرر الهروب!!! ومع جمع من رفاقه توجه نحو دبابة صهيونية واخذوا باطلاق حجارتهم حجارة من سجيل على العدو الصهيوني امطروهم قذائف ربانية فحاول العدو الصهيوني اقتناصهم ففشلوا واخيرا صوب احدهم البندقية نحو فارس فجأة انطلقت رصاصة عمياء قاتلة في جسد فارسنا الصغير ليغادر الدنيا بهدوء وصخب............
وتمسح الام دموعا انهمرت سخية على وجنتيها ينظر الاب نحو زوجته يبتسم راضيا محتسبا ويقول:
قدرنا ان ننتصر بالدماء والاشلاء ...
منقول
الحكيم- عقيد
- عدد الرسائل : 69
تاريخ التسجيل : 16/02/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى