التهدئة بعيون مختلفة/د.:ذو الفقار سويرجو

التهدئة بعيون مختلفة
بقلم د.:ذو الفقار سويرجو
نسمع يوميا آراء الناس وتحليلاتهم المختلفة حول شتى المواضيع ... فنحن وبلا شك شعب تعود على ان يقول رأيه في كل شئ... وبلا شك أيضا انه في اغلب الأحيان تختلف رؤيتنا للأمور حسب مدخراتنا السياسية أو انتماءاتنا الحزبية وأحيانا حسب مصالحنا وأهواءنا وهنا نحن بصدد تفصيل بعض الآراء التي تؤيد... والتي تعارض التهدئة ..سيان كان ذلك من حيث المبدأ أو من حيث التكتيك السياسي لهذا الطرف أو ذاك ولكن الغريب فيما يجرى الآن انه ورغم الحالة المزرية التي وصل لها القطاع بسبب الحصار وبسبب وصول حركة حماس الى السلطة من خلال صناديق الاقتراع ومن ثم من خلال فوهة البندقية ان هناك نسبة عالية من الجمهور لا يؤيد هذه التهدئة في الظروف الحالية وهناك عدة وجهات لعدم التأيد,.....
الوجهة الأولى.. والتي ترى انه من الخطأ السياسي القبول بتهدئة أو هدنة في ظل وجود الاحتلال لان ذلك بالتأكيد سيكون في صالح الطرف الأقوى والذي سيفرض سيطرته وشروطه وفى نفس الوقت هذا سيتيح الفرصة لبعض المتطرفين في حكومة الأمر الواقع للتفرغ للشأن الداخلي وفرض عقلية الإسلام السياسي على الشارع الغزاوى.. أو بالأحرى سيعمل على طلبنة المجتمع في ظل غياب الضغوط الخارجية بعد التهدئة وبالتأكيد سيشكل ذلك ضغطا جديدا على الشارع والذي يرفض طلبنة المجتمع... بل على استعداد لمحاربة هذا التوجه.
إما الطرف الثاني والذي يرفض التهدئة بهدف زيادة الضغط على حكومة حركة حماس بدافع الانتقام وبهدف استعجال التخلص من هؤلاء والذين تسببوا لهم بتغير دراماتيكي في طبيعة حياتهم المعيشية والسياسة حتى ولو كان ذلك على ايدى الاسرائيلين وهذه حقيقة واقعة وللأسف وأسبابها معروفة رغم ان هؤلاء لم يخرجوا عن الخط الوطنى بل ما زالوا على استعداد لمقاتلة اسرائيل ولكن ليس تحت راية حماس التي تسببت في بؤسهم .
إما الطرف الثالث فماذا يريد من التهدئة
الطرف الثالث طبعا هو حركة حماس وحكومتها في غزة وجزء كبير من جمهورها يريد التهدئة لتخفيف الضغط عن الحركة وعن الحكومة ولكسب الوقت من اجل إثبات قدرتها على الحكم ومن اجل تخفيف الضغط عن الناس لمنع اى انفجار ضد الحركة أو على الأقل التخفيف من التحريض ضد الحركة ومحاولة تطبيق الحلم الاخوانى في إقامة دويلات إسلامية في اى بقعة من الأرض وفى نفس الوقت حماية مصالحها الاقتصادية والمحافظة على المكاسب التي حصلت عليها بعد الوصول الى السلطة وتخفف الضغط الاميركى عن مؤسساتها المترامية في كل بقاع العالم تحت أسماء جمعيات خيرية وغيرها وهذا يدفعها الى القبول باى تسويات تضمن وجودها في السلطة لان المال دون السلطة يصبح مالا سائبا .
إما اسرائيل فهل لها مصلحة بالتهدئة وكيف يمكن ان يكون ذلك ؟
بالتأكيد اسرائيل معنية بالتهدئة في الأيام القادمة لسبب رئيس كثرة الأعياد اليهودية القادمة وفى نفس الوقت هي معنية بإضعاف حركة حماس من ناحية القدرة على الهجوم وإبقائها في خانة الدفاع عن النفس ..ودفعها الى قمع الجمهور في الداخل ومنع المقاومة من ممارسة حقها الطبيعي في مواجهة الاحتلال أو بالأحرى في مهاجمة الاحتلال .... اذا اسرائيل تريد تهدئة لخدمة مصالحها فقط وبقاء حماس في السلطة لإعطاء نموذج سئ عن الفلسطيني.... نموذج لا يتقبله الغرب ولا كل محبى السلام في العالم على افتراض ان حماس حركة إرهابية منبوذة دوليا....وتوفير الذرائع لضرب الفلسطينيين يشكل مستمر والمحافظة على سياسة تكريس الأمر الواقع في الضفة الغربية وضرب المقاومة بموافقة فلسطينية هذا هو الوضع في المنطقة بشكل بسيط وتستطيع أنت الآن ان تعرف.... أنت مع أي وجهة؟؟
ولكن الأساس الثابت في القضية
هو لا تهدئة مع المحتل خاصة وان التصعيد ضد أبناء شعبنا ما زال مستمرا في غزة وفى الضفة الغربية.. رغم ان التهدئة المطروحة تنطبق فقط على غزة وهذا يعنى انه لو تم الاتفاق مع العدو الاسرائيلي على التهدئة كما هي مطروحة فالتأكيد ستكون ميتة لان العدو سيتعمد التصعيد في الضفة الغربية وسيبدأ حملة اغتيالات جديدة ضد فصائل المقاومة وهذا ما لا ستقبله المقاومة في غزة وسترد عليه فور حدوثه وهذا يعنى فشل التهدئة وسيحمل العدو مسؤولية فشل التهدئة للطرف الفلسطيني وعليه نقول ورغم الظروف الصعبة التي نمر بها...علينا ان نرفض هذه التهدئة بشكلها المطروح لأنها مجحفة جدا ولا تستقيم مع وجود الاحتلال وهجماته المتكررة .ولن تخفف الضغط عن أبناء شعبنا لأنهم سيخترعون آلاف الطرق للتنغيص على حياتنا ..فلا تصالح........