فلسطين عبر التاريخ
صفحة 1 من اصل 1
فلسطين عبر التاريخ
يطلق اسم فلسطين على القسم الجنوبي الغربي لبلاد الشام، وهي الأرض الواقعة غربي آسيا، على الساحل الشرقي للبحر المتوسط، ولفلسطين موقع استراتيجي مهم، إذ تعد صلة الوصل بين قارتي آسيا وإفريقيا، ونقطة التقاء جناحي العالم الإسلامي.
وقد سكن الإنسان أرض فلسطين منذ عصور موغلة في القدم، كما تدل الحفريات والآثار، وشهدت أرضها مراحل التطور الإنساني الأولى في التحول من الرعي إلى الزراعة، كما أن أول مدينة جرى تشييدها في التاريخ هي مدينة (أريحا) الواقعة شمال شرقي فلسطين وذلك نحو 8000 ق.م حسبما يذكر علماء الآثار.
وأقدم اسم معروف لهذه الأرض هو: (أرض كنعان)، لأن أول شعب سكن هذه الأرض ومعروف لدينا تاريخياً هم (الكنعانيون)، الذين قدموا من جزيرة العرب نحو 2500 ق.م. واسم فلسطين هو اسم مشتق من اسم أقوام بحرية، لعلها جاءت من غرب آسيا الصغرى ومناطق بحر إيجة حوالي القرن الثاني عشر ق.م وورد اسمها في النقوش المصرية باسم "ب ل س ت"، وربما أضيفت النون بعد ذلك للجمع، وقد سكنوا المناطق الساحلية، واندمجوا بالكنعانيين بسرعة، فلم يبق لها أثر مميز سوى أنهم أعطوا الأرض اسمهم.
أما أرض فلسطين بحدودها الجغرافية المتعارف عليها حالياً فلم تتحدد بدقة إلا في أيام الاحتلال البريطاني لفلسطين (وخصوصاً خلال 1920 – 1923) وقد ظلت حدود أرض فلسطين تضيق وتتسع عبر التاريخ، غير أنها ظلت تعبر بشكل عام عن الأرض الواقعة بين البحر المتوسط وبين البحر الميت ونهر الأردن، وعلى أية حال، فإن مساحة فلسطين وفق التقسيمات المعاصرة تبلغ 27009 كم2 وتتمتع فلسطين بمناخ معتدل وهو مناخ البحر المتوسط، وهو مناخ يشجع على الاستقرار والإنتاج.
فلسطين عبر التاريخ:
هناك آثار تشير إلى أن الإنسان سكن فلسطين منذ العصر الحجري القديم (500 ألف – 14 ألفاً ق.م) كما يشير العصر الحجري الوسيط (14 ألفاً – 8 آلاف ق.م) إلى وجود أشكال حياة حضارية تمثلت بما يعرف بالحضارة النطوفية. وعندما قدم الكنعانيون من جزيرة العرب (نحو 2500 ق.م) كانت هجرتهم واسعة بحيث أصبحوا السكان الأساسيين للبلاد، وقد أنشأوا ما لا يقل عن مائتي مدينة وقرية في فلسطين، مثل مدن بيسان وعسقلان وعكا وحيفا والخليل وأسدود وبئر السبع وبيت لحم، ويرى ثقات المؤرخين أن معظم أهل فلسطين الحاليين، وخصوصاً القرويين، هم من أنسال القبائل الكنعانية والعمورية والفلسطينية، ومن القبائل العربية التي استقرت في فلسطين قبل الفتح الإسلامي وبعده، حيث اندمج الجميع في نسيج واحد، يجمعهم الإسلام واللغة العربية، حيث أسلم الجميع واستعربوا تحت الحكم الإسلامي طوال ثلاثة عشر قرناً.
كان قدوم إبراهيم - عليه السلام - إلى فلسطين (نحو 1900 ق.م) إشراقة لنور التوحيد في هذه الأرض المباركة، وقد عاصر حاكم القدس "ملكي صادق" الذي كان على ما يبدو موحداً وصديقاً له. وكان لأبي الأنبياء إبراهيم دوره في نشر رسالة التوحيد، ويبدو أنه لم يجد عنتاً أو عناءً من أهل فلسطين، ولم يضطر لتركها بسبب دينه أو دعوته فظل مستقراً فيها وينتقل بحرية حيث يشاء إلى أن توفاه الله في المدينة التي حملت اسمه "الخليل"، وقد سار على دربه أبناؤه من بعده إسماعيل (الذي استقر في مكة)، وإسحق وابنه يعقوب اللذان استقرا في فلسطين، وكان ليعقوب - عليه السلام - اثنا عشر ابناً هم الأسباط المعرفون ببني إسرائيل (وإسرائيل هو لقب ليعقوب عليه السلام) وقد هاجروا إلى مصر واستقروا فيها، حيث عانوا من اضطهاد الفراعنة بضعة قرون. وأرسل لهم موسى - عليه السلام - (في القرن 13 ق.م) لينقذهم من فرعون وطغيانه، وأهلك الله فرعون وجنوده، غير أن بني إسرائيل في ذلك الزمان كانوا قد طبعوا على الذل والجبن فرفضوا الذهاب إلى الأرض المقدسة قائلين لموسى: (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون).
وتوفي موسى - عليه السلام - قبل أن يدخل فلسطين، وعندما نشأ جيل جديد صلب من بني إسرائيل بعد أربعين سنة من التيه، قادهم يوشع بن نون - عليه السلام - (نحو 1190 ق.م) حيث عبر بهم نهر الأردن، واستطاع تحقيق بعض السيطرة لبني إسرائيل في الجزء الشمالي الشرقي من فلسطين، ولمدة 150 سنة تالية سادت النكبات والفوضى والخلافات والانحلال الخلقي والديني بين بني إسرائيل، ولم يتحسن حالهم إلا بقدوم طالوت ملكاً عليهم، والذي استطاع الانتصار على أعدائه.
وكان ظهور داود - عليه السلام -الذي خلف طالوت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة لنور التوحيد في الأرض المباركة، حيث آتاه الله الملك (نحو 1004 ق.م)، وقد واصل حربه ضد الأقوام الكافرة على الأرض المقدسة حيث أخضعها واستطاع نقل عاصمته إلى القدس سنة 995 ق.م وسيطر على معظم فلسطين، باستثناء معظم المناطق الساحلية التي لم تخضع له، واستمر في حكمه - عليه السلام -حتى 963 ق.م حيث خلفه ابنه سليمان - عليه السلام -(963 – 923م) حيث شهدت فلسطين حركة بناء وعمران وازدهار ضخمة، وسخر الله له الريح والجن، وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وكان حكم داود وسليمان هو العصر الذهبي الذي حكمت فيه فلسطين نحو ثمانين عاماً تحت راية الإيمان والتوحيد قبل الفتح الإسلامي لها.
وبعد وفاة سليمان انقسمت مملكته إلى دولتين منفصلتين متعاديتين في كثير من الأحيان فنشأت مملكة "إسرائيل" شمال فلسطين خلال الفترة (923 – 721 ق.م) التي سمتها دائرة المعارف البريطانية ازدراء "المملكة الذيلية" حيث ضعفت وفسد حكامها وانتهى أمرها بسيطرة الأشوريين بقيادة سرجون الثاني عليها، وتدميرها ونقل سكانها من بني إسرائيل إلى حران والخابور وكردستان وفارس، وأحلوا مكانهم جماعات من الآراميين، ولم يبق بعد ذلك أثر لأسباط بني إسرائيل العشرة الذين شكلوا هذه الدولة. أما مملكة "يهودا" فاستمرت منذ (923 – 586)، وكانت عاصمتها القدس، وقد اعترتها عوامل الضعف والوقوع تحت النفوذ الخارجي فترات طويلة، فقد هزمها ودخل عاصمتها شيشق فرعون مصر (أواخر القرن 10 ق.م) وفعل مثله الفلسطينيون في عهد يهورام (849 – 842 ق.م) واضطرت لدفع الجزية للآشوريين، ثم إنها سقطت أخيراً بيد البابليين بقيادة نبوخذ نصر الذي خرب القدس، ودمر الهيكل، وسبى حوالي 40 ألفاً من اليهود، وبذلك سقطت مملكتهم سنة 586 ق.م.
وهكذا فلم تطل مملكة بني إسرائيل في فلسطين أكثر من أربعة قرون حكموا في معظم الوقت بعضاً من أرضها، وكان حكمهم غالب الوقت ضعيفاً مفككاً، وخضع أحياناً لنفوذ وهيمنة دول قوية مجاورة، وفي الوقت نفسه ظل أبناء فلسطين من الكنعانيين وغيرهم في أرضهم، ولم يهجروها أو يرتحلوا عنها.
وقد سمح الإمبراطور الفارسي قورش لليهود بالعودة إلى فلسطين، فعادت قلة منهم، عاشت إلى جانب أبناء فلسطين، وتمتعت منطقة القدس بنوع من الحكم الذاتي تحت السلطة الفارسية التي استمرت (539 – 332 ق.م) وتلا ذلك عصر السيطرة الهللينية الإغريقية على فلسطين (332 – 63 ق.م) واستمر يدير شئون اليهود "الكاهن الأكبر" واستطاع اليهود تحقيق حكم ذاتي منذ سنة 164 ق.م أخذ يضيق ويتسع، وتزداد مظاهر استقلاله وتضعف حسب صراع القوى الكبرى في ذلك الوقت على فلسطين (الرومان، البطالمة، السلوقيين).
وقد تمكن الرومان من السيطرة على فلسطين 63 ق.م وأخضعوها لحكمهم المباشر من سنة 6م حيث ألغوا الحكم الذاتي اليهودي في منطقة القدس، وقد ثار اليهود (66 – 70م) لكن القائد العسكري الروماني تيتوس أخمد ثورتهم ودمر الهيكل، ثم ثار اليهود مرة أخرى وأخيرة (132 – 135م) لكن القائد الروماني جوليوس سيفروس احتل القدس ودمرها، وأقام الإمبراطور الروماني هدريان مدينة جدية فوق خرائبها سماها إيليا كابيتولينا حيث عرفت بعد ذلك باسم إيلياء، وهو اسم هدريان الأول، وحظر على اليهود دخول القدس حوالي 200 سنة تالية، وندرت أعدادهم نسبة إلى السكان طوال 18 قرناً تالية.
بينما ظل أهل البلاد الأصليون من كنعانيين ومن اختلط بهم من قبائل العرب مستقرين في البلاد قبل قدوم بني إسرائيل وفي أثناء وجودهم، وظلوا مستمرين كذلك بعدهم إلى أيامنا هذه.
وقد سكن الإنسان أرض فلسطين منذ عصور موغلة في القدم، كما تدل الحفريات والآثار، وشهدت أرضها مراحل التطور الإنساني الأولى في التحول من الرعي إلى الزراعة، كما أن أول مدينة جرى تشييدها في التاريخ هي مدينة (أريحا) الواقعة شمال شرقي فلسطين وذلك نحو 8000 ق.م حسبما يذكر علماء الآثار.
وأقدم اسم معروف لهذه الأرض هو: (أرض كنعان)، لأن أول شعب سكن هذه الأرض ومعروف لدينا تاريخياً هم (الكنعانيون)، الذين قدموا من جزيرة العرب نحو 2500 ق.م. واسم فلسطين هو اسم مشتق من اسم أقوام بحرية، لعلها جاءت من غرب آسيا الصغرى ومناطق بحر إيجة حوالي القرن الثاني عشر ق.م وورد اسمها في النقوش المصرية باسم "ب ل س ت"، وربما أضيفت النون بعد ذلك للجمع، وقد سكنوا المناطق الساحلية، واندمجوا بالكنعانيين بسرعة، فلم يبق لها أثر مميز سوى أنهم أعطوا الأرض اسمهم.
أما أرض فلسطين بحدودها الجغرافية المتعارف عليها حالياً فلم تتحدد بدقة إلا في أيام الاحتلال البريطاني لفلسطين (وخصوصاً خلال 1920 – 1923) وقد ظلت حدود أرض فلسطين تضيق وتتسع عبر التاريخ، غير أنها ظلت تعبر بشكل عام عن الأرض الواقعة بين البحر المتوسط وبين البحر الميت ونهر الأردن، وعلى أية حال، فإن مساحة فلسطين وفق التقسيمات المعاصرة تبلغ 27009 كم2 وتتمتع فلسطين بمناخ معتدل وهو مناخ البحر المتوسط، وهو مناخ يشجع على الاستقرار والإنتاج.
فلسطين عبر التاريخ:
هناك آثار تشير إلى أن الإنسان سكن فلسطين منذ العصر الحجري القديم (500 ألف – 14 ألفاً ق.م) كما يشير العصر الحجري الوسيط (14 ألفاً – 8 آلاف ق.م) إلى وجود أشكال حياة حضارية تمثلت بما يعرف بالحضارة النطوفية. وعندما قدم الكنعانيون من جزيرة العرب (نحو 2500 ق.م) كانت هجرتهم واسعة بحيث أصبحوا السكان الأساسيين للبلاد، وقد أنشأوا ما لا يقل عن مائتي مدينة وقرية في فلسطين، مثل مدن بيسان وعسقلان وعكا وحيفا والخليل وأسدود وبئر السبع وبيت لحم، ويرى ثقات المؤرخين أن معظم أهل فلسطين الحاليين، وخصوصاً القرويين، هم من أنسال القبائل الكنعانية والعمورية والفلسطينية، ومن القبائل العربية التي استقرت في فلسطين قبل الفتح الإسلامي وبعده، حيث اندمج الجميع في نسيج واحد، يجمعهم الإسلام واللغة العربية، حيث أسلم الجميع واستعربوا تحت الحكم الإسلامي طوال ثلاثة عشر قرناً.
كان قدوم إبراهيم - عليه السلام - إلى فلسطين (نحو 1900 ق.م) إشراقة لنور التوحيد في هذه الأرض المباركة، وقد عاصر حاكم القدس "ملكي صادق" الذي كان على ما يبدو موحداً وصديقاً له. وكان لأبي الأنبياء إبراهيم دوره في نشر رسالة التوحيد، ويبدو أنه لم يجد عنتاً أو عناءً من أهل فلسطين، ولم يضطر لتركها بسبب دينه أو دعوته فظل مستقراً فيها وينتقل بحرية حيث يشاء إلى أن توفاه الله في المدينة التي حملت اسمه "الخليل"، وقد سار على دربه أبناؤه من بعده إسماعيل (الذي استقر في مكة)، وإسحق وابنه يعقوب اللذان استقرا في فلسطين، وكان ليعقوب - عليه السلام - اثنا عشر ابناً هم الأسباط المعرفون ببني إسرائيل (وإسرائيل هو لقب ليعقوب عليه السلام) وقد هاجروا إلى مصر واستقروا فيها، حيث عانوا من اضطهاد الفراعنة بضعة قرون. وأرسل لهم موسى - عليه السلام - (في القرن 13 ق.م) لينقذهم من فرعون وطغيانه، وأهلك الله فرعون وجنوده، غير أن بني إسرائيل في ذلك الزمان كانوا قد طبعوا على الذل والجبن فرفضوا الذهاب إلى الأرض المقدسة قائلين لموسى: (فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون).
وتوفي موسى - عليه السلام - قبل أن يدخل فلسطين، وعندما نشأ جيل جديد صلب من بني إسرائيل بعد أربعين سنة من التيه، قادهم يوشع بن نون - عليه السلام - (نحو 1190 ق.م) حيث عبر بهم نهر الأردن، واستطاع تحقيق بعض السيطرة لبني إسرائيل في الجزء الشمالي الشرقي من فلسطين، ولمدة 150 سنة تالية سادت النكبات والفوضى والخلافات والانحلال الخلقي والديني بين بني إسرائيل، ولم يتحسن حالهم إلا بقدوم طالوت ملكاً عليهم، والذي استطاع الانتصار على أعدائه.
وكان ظهور داود - عليه السلام -الذي خلف طالوت إيذاناً ببدء مرحلة جديدة لنور التوحيد في الأرض المباركة، حيث آتاه الله الملك (نحو 1004 ق.م)، وقد واصل حربه ضد الأقوام الكافرة على الأرض المقدسة حيث أخضعها واستطاع نقل عاصمته إلى القدس سنة 995 ق.م وسيطر على معظم فلسطين، باستثناء معظم المناطق الساحلية التي لم تخضع له، واستمر في حكمه - عليه السلام -حتى 963 ق.م حيث خلفه ابنه سليمان - عليه السلام -(963 – 923م) حيث شهدت فلسطين حركة بناء وعمران وازدهار ضخمة، وسخر الله له الريح والجن، وأعطاه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، وكان حكم داود وسليمان هو العصر الذهبي الذي حكمت فيه فلسطين نحو ثمانين عاماً تحت راية الإيمان والتوحيد قبل الفتح الإسلامي لها.
وبعد وفاة سليمان انقسمت مملكته إلى دولتين منفصلتين متعاديتين في كثير من الأحيان فنشأت مملكة "إسرائيل" شمال فلسطين خلال الفترة (923 – 721 ق.م) التي سمتها دائرة المعارف البريطانية ازدراء "المملكة الذيلية" حيث ضعفت وفسد حكامها وانتهى أمرها بسيطرة الأشوريين بقيادة سرجون الثاني عليها، وتدميرها ونقل سكانها من بني إسرائيل إلى حران والخابور وكردستان وفارس، وأحلوا مكانهم جماعات من الآراميين، ولم يبق بعد ذلك أثر لأسباط بني إسرائيل العشرة الذين شكلوا هذه الدولة. أما مملكة "يهودا" فاستمرت منذ (923 – 586)، وكانت عاصمتها القدس، وقد اعترتها عوامل الضعف والوقوع تحت النفوذ الخارجي فترات طويلة، فقد هزمها ودخل عاصمتها شيشق فرعون مصر (أواخر القرن 10 ق.م) وفعل مثله الفلسطينيون في عهد يهورام (849 – 842 ق.م) واضطرت لدفع الجزية للآشوريين، ثم إنها سقطت أخيراً بيد البابليين بقيادة نبوخذ نصر الذي خرب القدس، ودمر الهيكل، وسبى حوالي 40 ألفاً من اليهود، وبذلك سقطت مملكتهم سنة 586 ق.م.
وهكذا فلم تطل مملكة بني إسرائيل في فلسطين أكثر من أربعة قرون حكموا في معظم الوقت بعضاً من أرضها، وكان حكمهم غالب الوقت ضعيفاً مفككاً، وخضع أحياناً لنفوذ وهيمنة دول قوية مجاورة، وفي الوقت نفسه ظل أبناء فلسطين من الكنعانيين وغيرهم في أرضهم، ولم يهجروها أو يرتحلوا عنها.
وقد سمح الإمبراطور الفارسي قورش لليهود بالعودة إلى فلسطين، فعادت قلة منهم، عاشت إلى جانب أبناء فلسطين، وتمتعت منطقة القدس بنوع من الحكم الذاتي تحت السلطة الفارسية التي استمرت (539 – 332 ق.م) وتلا ذلك عصر السيطرة الهللينية الإغريقية على فلسطين (332 – 63 ق.م) واستمر يدير شئون اليهود "الكاهن الأكبر" واستطاع اليهود تحقيق حكم ذاتي منذ سنة 164 ق.م أخذ يضيق ويتسع، وتزداد مظاهر استقلاله وتضعف حسب صراع القوى الكبرى في ذلك الوقت على فلسطين (الرومان، البطالمة، السلوقيين).
وقد تمكن الرومان من السيطرة على فلسطين 63 ق.م وأخضعوها لحكمهم المباشر من سنة 6م حيث ألغوا الحكم الذاتي اليهودي في منطقة القدس، وقد ثار اليهود (66 – 70م) لكن القائد العسكري الروماني تيتوس أخمد ثورتهم ودمر الهيكل، ثم ثار اليهود مرة أخرى وأخيرة (132 – 135م) لكن القائد الروماني جوليوس سيفروس احتل القدس ودمرها، وأقام الإمبراطور الروماني هدريان مدينة جدية فوق خرائبها سماها إيليا كابيتولينا حيث عرفت بعد ذلك باسم إيلياء، وهو اسم هدريان الأول، وحظر على اليهود دخول القدس حوالي 200 سنة تالية، وندرت أعدادهم نسبة إلى السكان طوال 18 قرناً تالية.
بينما ظل أهل البلاد الأصليون من كنعانيين ومن اختلط بهم من قبائل العرب مستقرين في البلاد قبل قدوم بني إسرائيل وفي أثناء وجودهم، وظلوا مستمرين كذلك بعدهم إلى أيامنا هذه.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى